لماذا لا يتم رفع جثث الموتى من جبل إيفرست؟ الموت على جبل إيفرست: لا تزال جثث المتسلقين القتلى ملقاة على سفوحه

لا يمكن أن يكون هناك سوى جبال أعلى من الجبال، وليس لضعاف القلوب.

هل تتذكر أننا ناقشنا مقالًا جميلاً عن قمة العالم؟

ربما لاحظت المعلومات التي تفيد بأن إيفرست هو جبل الموت بالمعنى الكامل للكلمة. اقتحام هذا الارتفاع، يعرف المتسلق أن لديه فرصة لعدم العودة. يمكن أن يكون سبب الوفاة نقص الأكسجين، أو قصور القلب، أو قضمة الصقيع، أو الإصابة. كما تؤدي الحوادث المميتة، مثل تجمد صمام أسطوانة الأكسجين، إلى الوفاة. علاوة على ذلك: الطريق إلى القمة صعب للغاية لدرجة أنه كما قال أحد المشاركين في البعثة الروسية في جبال الهيمالايا، ألكسندر أبراموف، "على ارتفاع أكثر من 8000 متر، لا يمكنك تحمل ترف الأخلاق. فوق 8000 متر، أنت مشغول تمامًا بنفسك، وفي مثل هذه الظروف القاسية ليس لديك قوة إضافية لمساعدة رفيقك. سيكون هناك فيديو حول هذا الموضوع في نهاية التدوينة.

صدمت المأساة التي حدثت على جبل إيفرست في مايو 2006 العالم كله: مر 42 متسلقًا بجانب الإنجليزي ديفيد شارب المتجمد ببطء، لكن لم يساعده أحد. وكان أحدهم طاقم تلفزيوني من قناة ديسكفري، الذين حاولوا إجراء مقابلة مع الرجل المحتضر، وبعد تصويره، تركوه وشأنه...

والآن يمكن للقراء ذوي الأعصاب القوية أن يروا كيف تبدو المقبرة في أعلى العالم.

في إيفرست، تمر مجموعات المتسلقين بالجثث غير المدفونة المنتشرة هنا وهناك، هؤلاء هم نفس المتسلقين، فقط كانوا سيئين الحظ. سقط بعضهم وكسرت عظامهم، وتجمد آخرون أو كانوا ببساطة ضعفاء وما زالوا متجمدين.

ما هي الأخلاق التي يمكن أن توجد على ارتفاع 8000 متر فوق مستوى سطح البحر؟ هنا كل رجل لنفسه، فقط من أجل البقاء.

إذا كنت تريد حقًا أن تثبت لنفسك أنك بشر، فعليك أن تحاول زيارة جبل إيفرست.

على الأرجح، كل هؤلاء الأشخاص الذين بقوا مستلقين هناك اعتقدوا أن الأمر لم يكن يتعلق بهم. والآن هم بمثابة تذكير بأنه ليس كل شيء في يد الإنسان.

لا أحد يحتفظ بإحصائيات عن المنشقين هناك، لأنهم يتسلقون بشكل أساسي كمتوحشين وفي مجموعات صغيرة من ثلاثة إلى خمسة أشخاص. ويتراوح سعر هذا الصعود من 25 تريليون دولار إلى 60 تريليون دولار. في بعض الأحيان يدفعون مبلغًا إضافيًا من حياتهم إذا وفروا أشياء صغيرة. لذلك، بقي حوالي 150 شخصًا، وربما 200 شخص، هناك في حراسة أبدية، ويقول الكثير ممن كانوا هناك إنهم يشعرون بنظرة متسلق أسود يستريح على ظهورهم، لأنه على الطريق الشمالي توجد ثماني جثث ملقاة بشكل علني. ومن بينهم اثنان من الروس. ومن الجنوب هناك حوالي عشرة. لكن المتسلقين يخشون بالفعل الانحراف عن المسار الممهد، وقد لا يخرجون من هناك، ولن يحاول أحد إنقاذهم.

وتنتشر حكايات رهيبة بين المتسلقين الذين وصلوا إلى تلك القمة، لأنها لا تغفر الأخطاء واللامبالاة البشرية. في عام 1996، قامت مجموعة من المتسلقين من جامعة فوكوكا اليابانية بتسلق جبل إيفرست. كان هناك ثلاثة متسلقين من الهند في محنة بالقرب من طريقهم - حيث طلب الأشخاص المرهقون والمتجمدون المساعدة، وقد نجوا من عاصفة على ارتفاعات عالية. مر اليابانيون. عندما نزلت المجموعة اليابانية، لم يكن هناك من ينقذه؛ تم تجميد الهنود.

هذه هي الجثة المفترضة لأول متسلق يغزو جبل إيفرست، والذي توفي أثناء الهبوط.

ويعتقد أن مالوري كان أول من وصل إلى القمة ومات أثناء الهبوط. في عام 1924، بدأ مالوري وشريكه إيرفينغ التسلق. وشوهدت آخر مرة من خلال المنظار في استراحة بين السحب على بعد 150 مترًا فقط من القمة. ثم تحركت الغيوم واختفى المتسلقون.

لم يعودوا مرة أخرى، فقط في عام 1999، على ارتفاع 8290 م، صادف الغزاة القادمون للذروة العديد من الجثث التي ماتت خلال السنوات الخمس إلى العشر الماضية. تم العثور على مالوري بينهم. كان مستلقيًا على بطنه، كما لو كان يحاول معانقة الجبل، وتجمد رأسه وذراعاه في المنحدر.

لم يتم العثور على شريك إيرفينغ مطلقًا، على الرغم من أن الضمادة الموجودة على جسد مالوري تشير إلى أن الزوجين كانا مع بعضهما البعض حتى النهاية. تم قطع الحبل بسكين وربما تمكن إيرفينغ من التحرك وترك رفيقه ومات في مكان ما أسفل المنحدر.

تقوم الرياح والثلج بعملهما؛ تلك الأماكن من الجسم التي لا تغطيها الملابس، تلتهمها الرياح الثلجية حتى العظام، وكلما كبرت الجثة، قل عدد اللحم المتبقي عليها. لن يقوم أحد بإجلاء المتسلقين القتلى، ولا يمكن لطائرة هليكوبتر أن ترتفع إلى هذا الارتفاع، ولا يوجد أشخاص إيثاريون لحمل جثة من 50 إلى 100 كيلوغرام. لذا فإن المتسلقين غير المدفونين يرقدون على المنحدرات.

حسنًا، ليس كل المتسلقين أناسًا أنانيين، فهم ينقذون أنفسهم ولا يتخلون عن أنفسهم في المشاكل. فقط الكثير ممن ماتوا هم المسؤولون عن ذلك.

من أجل تسجيل رقم قياسي شخصي لصعود خالي من الأكسجين، استلقيت الأمريكية فرانسيس أرسينتييفا، التي كانت في طريق الهبوط بالفعل، منهكة لمدة يومين على المنحدر الجنوبي لجبل إيفرست. مر متسلقون من بلدان مختلفة بالمرأة المجمدة ولكن لا تزال على قيد الحياة. عرض عليها البعض الأكسجين (وهو ما رفضته في البداية، لعدم رغبتها في إفساد سجلها)، وسكب آخرون رشفات قليلة من الشاي الساخن، وكان هناك زوجان حاولا جمع الناس لجرها إلى المخيم، لكنهم سرعان ما غادروا لأنهم يعرضون حياتهم للخطر.

ولم ينتظرها زوج المرأة الأمريكية، المتسلق الروسي سيرجي أرسينتييف، الذي ضاعت معه أثناء الهبوط، في المعسكر، وذهب للبحث عنها، والذي توفي خلاله أيضًا.

في ربيع عام 2006، توفي أحد عشر شخصًا على جبل إيفرست - ويبدو أنه لا يوجد شيء جديد، إذا لم يُترك أحدهم، وهو البريطاني ديفيد شارب، في حالة عذاب من قبل مجموعة عابرة مكونة من حوالي 40 متسلقًا. لم يكن شارب رجلاً ثريًا وقام بالصعود بدون مرشدين أو شيربا. والدراما هي أنه لو كان لديه ما يكفي من المال، لكان خلاصه ممكنا. وقال انه لا يزال على قيد الحياة اليوم.

في كل ربيع، على سفوح جبل إيفرست، على الجانبين النيبالي والتبتي، تنمو خيام لا تعد ولا تحصى، حيث يعتز نفس الحلم - وهو الصعود إلى سطح العالم. ربما بسبب تنوع الخيام الملونة التي تشبه الخيام العملاقة، أو بسبب حقيقة حدوث ظواهر شاذة على هذا الجبل لبعض الوقت، أُطلق على المشهد اسم "السيرك على جبل إيفرست".

نظر المجتمع بهدوء حكيم إلى بيت المهرجين هذا كمكان للترفيه، سحري بعض الشيء، سخيف بعض الشيء، ولكنه غير ضار. أصبح جبل إيفرست ساحة لعروض السيرك، وتحدث أشياء سخيفة ومضحكة هنا: يأتي الأطفال للبحث عن السجلات المبكرة، ويصعد كبار السن دون مساعدة خارجية، ويظهر أصحاب الملايين غريبو الأطوار الذين لم يروا حتى قطة في الصورة، وتهبط طائرات الهليكوبتر على القمة ... القائمة لا نهاية لها وليس لها علاقة بتسلق الجبال، بل لها علاقة كبيرة بالمال، الذي إذا لم يحرك الجبال، فإنه يجعلها أقل. لكن، في ربيع عام 2006، تحول «السيرك» إلى مسرح رعب، ليمحو إلى الأبد صورة البراءة التي كانت ترتبط عادة بالحج إلى سطح العالم.

وفي جبل إيفرست في ربيع عام 2006، ترك حوالي أربعين متسلقًا الإنجليزي ديفيد شارب وحيدًا ليموت وسط المنحدر الشمالي؛ في مواجهة الاختيار بين تقديم المساعدة أو الاستمرار في التسلق إلى الأعلى، اختاروا الخيار الثاني، لأن الوصول إلى أعلى قمة في العالم بالنسبة لهم يعني تحقيق إنجاز كبير.

في نفس اليوم الذي توفي فيه ديفيد شارب محاطًا بهذه الشركة الجميلة وفي ازدراء تام، غنت وسائل الإعلام العالمية في مدح مارك إنجليس، المرشد النيوزيلندي الذي تسلق قمة جبل إيفرست باستخدام الهيدروكربون، دون أن بترت ساقيه بعد إصابة مهنية. الأطراف الاصطناعية مع القطط المرفقة بها.

الأخبار التي قدمتها وسائل الإعلام كعمل عظيم كدليل على أن الأحلام يمكن أن تغير الواقع، أخفت أطنانًا من القمامة والأوساخ، لذلك بدأ إنجليس نفسه يقول: لم يساعد أحد البريطاني ديفيد شارب في معاناته. التقطت صفحة الويب الأمريكية mounteverest.net الأخبار وبدأت في سحب الخيط. في نهايتها قصة انحطاط إنساني يصعب فهمه، رعب كان من الممكن أن يخفى لولا وسائل الإعلام التي تكفلت بالتحقيق فيما حدث.

توفي ديفيد شارب، الذي كان يتسلق الجبل بمفرده كجزء من التسلق الذي نظمته منظمة Asia Trekking، عندما تعطل خزان الأكسجين الخاص به على ارتفاع 8500 متر. حدث هذا في 16 مايو. لم يكن شارب غريبا على الجبال. في سن الرابعة والثلاثين، كان قد تسلق بالفعل قمة تشو أويو التي يبلغ ارتفاعها ثمانية آلاف، واجتاز أصعب الأقسام دون استخدام الحبال الثابتة، وهو ما قد لا يكون عملاً بطوليًا، لكنه يظهر شخصيته على الأقل. فجأة، غادر شارب بدون أكسجين، وشعر على الفور بالمرض وانهار على الفور على الصخور على ارتفاع 8500 متر في منتصف التلال الشمالية. ويزعم بعض من سبقه أنهم ظنوا أنه يستريح. استفسر العديد من الشيربا عن حالته وسألوا من هو ومع من يسافر. فأجاب: "اسمي ديفيد شارب، وأنا هنا مع Asia Trekking وأريد فقط أن أنام".

التلال الشمالية لجبل إيفرست.

صعد النيوزيلندي مارك إنجليس، وهو مبتور الساق، بأطرافه الاصطناعية الهيدروكربونية فوق جسد ديفيد شارب للوصول إلى القمة؛ لقد كان واحدًا من القلائل الذين اعترفوا بأن شارب قد تُرك ليموت بالفعل. "على الأقل كانت رحلتنا هي الوحيدة التي قدمت له شيئًا: فقد أعطاه الشيربا الأكسجين. وقال: "مر به في ذلك اليوم حوالي 40 متسلقًا ولم يفعل أحد شيئًا".

تسلق جبل ايفرست.

كان أول شخص انزعج من وفاة شارب هو البرازيلي فيتور نيغريت، الذي ذكر بالإضافة إلى ذلك أنه تعرض للسرقة في معسكر على ارتفاعات عالية. ولم يتمكن فيتور من تقديم أي تفاصيل أخرى، لأنه توفي بعد يومين. وصل نيجريتي إلى القمة من التلال الشمالية دون مساعدة الأكسجين الاصطناعي، ولكن أثناء الهبوط بدأ يشعر بالمرض واتصل باللاسلكي للحصول على المساعدة من الشيربا الخاص به، الذي ساعده في الوصول إلى المعسكر رقم 3. وقد توفي في خيمته، ربما بسبب التورم الناتج عن البقاء على ارتفاع.

خلافًا للاعتقاد الشائع، يموت معظم الناس على جبل إيفرست أثناء الطقس الجيد، وليس عندما يكون الجبل مغطى بالسحب. تلهم السماء الصافية أي شخص، بغض النظر عن معداته التقنية وقدراته البدنية، ولكن هذا هو المكان الذي يكمن فيه التورم والانهيارات النموذجية الناجمة عن الارتفاع. شهد سطح العالم هذا الربيع فترة من الطقس الجيد، استمرت لمدة أسبوعين دون رياح أو غيوم، وهو ما يكفي لتحطيم الرقم القياسي للصعود في هذا الوقت بالذات من العام: 500.

المخيم بعد العاصفة.

وفي ظل ظروف أسوأ، لم يكن الكثيرون ليقوموا ولما ماتوا...

كان ديفيد شارب لا يزال على قيد الحياة بعد أن أمضى ليلة رهيبة على ارتفاع 8500 متر. خلال هذا الوقت كان لديه رفقة "السيد يلو بوتس" الوهمية، وهي جثة متسلق هندي يرتدي أحذية كوفلاش البلاستيكية الصفراء القديمة، هناك لسنوات، مستلقيًا على سلسلة من التلال في منتصف الطريق وما زال في حالة جنينية. موضع.

المغارة التي توفي فيها ديفيد شارب. ولأسباب أخلاقية تم طلاء الجسم باللون الأبيض.

لا ينبغي أن يموت ديفيد شارب. ويكفي أن توافق البعثات التجارية وغير التجارية التي ذهبت إلى القمة على إنقاذ الرجل الإنجليزي. إذا لم يحدث هذا، فذلك فقط لأنه لم يكن هناك مال، ولا معدات، ولا أحد في المعسكر الأساسي يمكنه أن يعرض على الشيربا الذين يقومون بهذا النوع من العمل مبلغًا لا بأس به من الدولارات مقابل حياتهم. وبما أنه لم يكن هناك حافز اقتصادي، فقد لجأوا إلى تعبير أولي كاذب: "في الارتفاع، يجب أن تكون مستقلا". لو كان هذا المبدأ صحيحًا، فإن كبار السن، والمكفوفين، والأشخاص ذوي الأطراف المختلفة، والجهلاء تمامًا، والمرضى وغيرهم من ممثلي الحيوانات الذين يجتمعون عند سفح "أيقونة" جبال الهيمالايا، لن يضعوا أقدامهم على القمة من جبل إيفرست، وهم يعلمون جيدًا أن ما لا تستطيع كفاءتهم وخبرتهم أن يسمح لدفتر شيكاتهم السميك بالقيام بذلك.

بعد ثلاثة أيام من وفاة ديفيد شارب، أنقذ مدير مشروع السلام جيمي ماك غينيس وعشرة من أفراد الشيربا أحد عملائه الذي وقع في حالة من الفوضى بعد وقت قصير من وصوله إلى القمة. استغرق الأمر 36 ساعة، لكن تم إجلاؤه من الأعلى على نقالة مؤقتة ونقله إلى معسكر القاعدة. هل من الممكن أم من المستحيل إنقاذ شخص يحتضر؟ لقد دفع بالطبع الكثير وأنقذ حياته. دفع ديفيد شارب فقط مقابل الحصول على طباخ وخيمة في المعسكر الأساسي.

أعمال الإنقاذ في جبل إيفرست.

بعد بضعة أيام، تمكن عضوان من بعثة واحدة من قشتالة لا مانشا من إجلاء كندي نصف ميت يُدعى فينس من الكول الشمالي (على ارتفاع 7000 متر) تحت أنظار العديد من الذين مروا هناك.

مواصلات.

بعد ذلك بقليل، كانت هناك حلقة واحدة من شأنها أن تحل أخيرًا الجدل حول ما إذا كان من الممكن تقديم المساعدة لشخص يحتضر على جبل إيفرست أم لا. تم تعيين المرشد هاري كيكسترا لقيادة مجموعة واحدة، كان من بين عملائه توماس ويبر، الذي كان يعاني من مشاكل في الرؤية بسبب إزالة ورم في المخ في الماضي. في يوم الصعود إلى قمة كيكسترا، غادر ويبر وخمسة من الشيربا والعميل الثاني لينكولن هول المعسكر الثالث معًا ليلاً في ظل ظروف مناخية جيدة.

بعد تناول الأكسجين بشكل كبير، بعد أكثر من ساعتين بقليل، صادفوا جثة ديفيد شارب، وتجولوا حوله باشمئزاز واستمروا في القمة. على الرغم من مشاكل الرؤية التي كان يعاني منها، والتي كان من الممكن أن يؤدي الارتفاع إلى تفاقمها، تسلق ويبر بمفرده باستخدام الدرابزين. كل شيء حدث كما هو مخطط له. تقدم لينكولن هول مع اثنين من الشيربا، ولكن في هذا الوقت أصبح بصر ويبر ضعيفًا بشكل خطير. على بعد 50 مترًا من القمة، قرر كيكسترا إنهاء التسلق وعاد بصحبة الشيربا والويبر. وشيئًا فشيئًا، بدأت المجموعة تنحدر من المرحلة الثالثة، ثم من الثانية... حتى فجأة ألقى فيبر، الذي بدا مرهقًا وفاقدًا للتنسيق، نظرة مذعورة على كيكسترا وأذهله: "أنا أموت". ومات وسقط بين ذراعيه في منتصف التلال. لا أحد يستطيع إحيائه.

علاوة على ذلك، بدأ لينكولن هول، العائد من القمة، يشعر بالمرض. بعد تحذير الراديو، أرسل كيكسترا، الذي لا يزال في حالة صدمة من وفاة ويبر، أحد أفراد الشيربا لمقابلة هول، لكن الأخير انهار على ارتفاع 8700 متر، وعلى الرغم من مساعدة الشيربا الذين حاولوا إنعاشه لمدة تسع ساعات، فقد تم إنقاذه. غير قادر على الارتفاع. وفي الساعة السابعة أبلغوا أنه مات. نصح قادة البعثة أفراد الشيربا، الذين كانوا يشعرون بالقلق من حلول الظلام، بمغادرة لينكولن هول وإنقاذ حياتهم، وهو ما فعلوه.

منحدرات جبل ايفرست.

في نفس الصباح، بعد سبع ساعات، صادف المرشد دان مازور، الذي كان يسير مع العملاء على طول الطريق المؤدي إلى القمة، هول، الذي كان على قيد الحياة بشكل مدهش. وبعد أن تم إعطاؤه الشاي والأكسجين والأدوية، تمكن هول من التحدث بنفسه عبر الراديو إلى فريقه في القاعدة. وعلى الفور اتفقت جميع البعثات الموجودة على الجانب الشمالي فيما بينها وأرسلت مفرزة من عشرة من الشيربا لمساعدته. لقد أخرجوه معًا من التلال وأعادوه إلى الحياة.

قضمة الصقيع.

لقد أصيب بقضمة صقيع في يديه - وهي خسارة ضئيلة في هذه الحالة. كان ينبغي أن يتم الأمر نفسه مع ديفيد شارب، ولكن على عكس هول (أحد أشهر جبال الهيمالايا من أستراليا، وهو عضو في البعثة التي فتحت أحد المسارات على الجانب الشمالي من جبل إيفرست في عام 1984)، لم يكن لدى الرجل الإنجليزي اسم مشهور ومجموعة دعم.

قضية شارب ليست خبرا مهما بدت فضيحة. تركت البعثة الهولندية متسلقًا هنديًا يموت على الكولونيل الجنوبي، ولم تتركه إلا على بعد خمسة أمتار من خيمته، وتركته وهو لا يزال يهمس بشيء ويلوح بيده.

حدثت مأساة معروفة صدمت الكثيرين في مايو 1998. ثم توفي الزوجان سيرجي أرسينتييف وفرانسيس ديستيفانو.

سيرجي أرسينتييف وفرانسيس ديستيفانو أرسينتييف، بعد أن أمضيا ثلاث ليال على ارتفاع 8200 متر (!)، انطلقا للتسلق ووصلا إلى القمة في 22/05/1998 الساعة 18:15. وهكذا أصبحت فرانسيس أول امرأة أمريكية وثاني امرأة في التاريخ تتسلق بدون أكسجين.

أثناء النزول، فقد الزوجان بعضهما البعض. نزل إلى المخيم. هي لا تفعل ذلك.

في اليوم التالي، سار خمسة متسلقين أوزبكيين إلى القمة متجاوزين فرانسيس - وكانت لا تزال على قيد الحياة. يمكن للأوزبك أن يساعدوا، ولكن للقيام بذلك، سيتعين عليهم التوقف عن التسلق. على الرغم من أن أحد رفاقهم قد صعد بالفعل، وفي هذه الحالة تعتبر الرحلة الاستكشافية ناجحة بالفعل.

عند الهبوط التقينا بسيرجي. قالوا أنهم رأوا فرانسيس. أخذ أسطوانات الأكسجين وغادر. لكنه اختفى. ربما دفعتها رياح قوية إلى هاوية طولها كيلومترين.

في اليوم التالي كان هناك ثلاثة أوزبكيين آخرين، وثلاثة شيربا واثنان من جنوب أفريقيا - 8 أشخاص! إنهم يقتربون منها - لقد أمضت بالفعل الليلة الباردة الثانية، لكنها لا تزال على قيد الحياة! مرة أخرى يمر الجميع - إلى الأعلى.

يتذكر المتسلق البريطاني: "لقد غرق قلبي عندما أدركت أن هذا الرجل الذي يرتدي البدلة الحمراء والسوداء كان على قيد الحياة، ولكنه وحيد تمامًا على ارتفاع 8.5 كيلومتر، على بعد 350 مترًا فقط من القمة". "أنا وكاتي، دون تفكير، أغلقنا الطريق وحاولنا بذل كل ما في وسعنا لإنقاذ المرأة المحتضرة. وهكذا انتهت رحلتنا التي كنا نستعد لها منذ سنوات، مستجدين الأموال من الرعاة... ولم نتمكن من الوصول إليها على الفور، رغم أنها كانت قريبة. التحرك على هذا الارتفاع يشبه الركض تحت الماء.

وعندما اكتشفناها حاولنا أن نلبس المرأة ملابسها، لكن عضلاتها ضمرت، وبدت كالدمية الخشنة، وظلت تتمتم: «أنا أميركية». من فضلك لا تتركني."...

لقد ألبسناها لمدة ساعتين. "لقد فقدت تركيزي بسبب صوت الخشخشة الخارق للعظام الذي كسر الصمت المشؤوم" ، يواصل وودهول قصته. "أدركت: كاتي على وشك أن تتجمد حتى الموت". كان علينا الخروج من هناك في أسرع وقت ممكن. حاولت أن أحمل فرانسيس وأحملها، لكن بلا فائدة. محاولاتي الفاشلة لإنقاذها تعرض كاتي للخطر. لم يكن هناك شيء يمكننا القيام به".

لم يمر يوم دون أن أفكر في فرانسيس. وبعد مرور عام، في عام 1999، قررت أنا وكاتي أن نحاول مرة أخرى الوصول إلى القمة. لقد نجحنا، ولكن في طريق العودة شعرنا بالرعب عندما لاحظنا جثة فرانسيس، ملقاة تمامًا كما تركناها، ومحفوظة تمامًا في درجات الحرارة الباردة.

لا أحد يستحق مثل هذه النهاية. لقد وعدت أنا وكاتي بعضنا البعض بأننا سنعود إلى جبل إيفرست مرة أخرى لدفن فرانسيس. استغرق التحضير للرحلة الجديدة 8 سنوات. لقد لففت فرانسيس بالعلم الأمريكي وأرفقت رسالة من ابني. لقد دفعنا جسدها إلى الهاوية، بعيدًا عن أعين المتسلقين الآخرين. وهي الآن ترقد بسلام. وأخيراً، تمكنت من فعل شيء لها". إيان وودهول.

وبعد مرور عام، تم العثور على جثة سيرجي أرسينييف: "أعتذر عن التأخير بصور سيرجي. لقد رأينا ذلك بالتأكيد - أتذكر البدلة المنتفخة الأرجوانية. لقد كان في وضع الانحناء نوعًا ما، مستلقيًا مباشرة خلف "الحافة الضمنية" يوخن هيمليب (مؤرخ البعثة - إس كيه) في منطقة مالوري على ارتفاع حوالي 27150 قدمًا (8254 مترًا). أعتقد أنه هو." جيك نورتون، عضو بعثة 1999.

ولكن في نفس العام كانت هناك حالة بقي فيها الناس بشرًا. في البعثة الأوكرانية، قضى الرجل ليلة باردة تقريبا في نفس المكان الذي كانت فيه المرأة الأمريكية. أحضره فريقه إلى معسكر القاعدة، ثم ساعده أكثر من 40 شخصًا من البعثات الأخرى. لقد خرج بسهولة - تمت إزالة أربعة أصابع.

"في مثل هذه المواقف القصوى، يحق لكل شخص أن يقرر: إنقاذ شريكه أو عدم إنقاذه... فوق 8000 متر، تكون منشغلًا تمامًا بنفسك ومن الطبيعي ألا تساعد شخصًا آخر، لأنه ليس لديك أي شيء إضافي". قوة." ميكو إيماي.

على جبل إيفرست، يتصرف أفراد الشيربا كممثلين مساعدين جيدين في فيلم تم إعداده لتمجيد الممثلين غير المأجورين الذين يؤدون أدوارهم بصمت.

الشيربا في العمل.

لكن الشيربا، الذين يقدمون خدماتهم مقابل المال، هم الرئيسيون في هذا الشأن. وبدونها لا توجد حبال ثابتة، ولا تسلقات كثيرة، وبالطبع لا خلاص. ولكي يتمكنوا من تقديم المساعدة، يجب أن يحصلوا على أموال: لقد تم تعليم الشيربا بيع أنفسهم مقابل المال، ويستخدمون التعريفة في أي ظرف من الظروف. تمامًا مثل المتسلق الفقير الذي لا يستطيع الدفع، قد يجد الشيربا نفسه في حالة يرثى لها، لذلك لنفس السبب فهو وقود للمدافع.

إن موقف الشيربا صعب للغاية، لأنهم يأخذون على عاتقهم في المقام الأول خطر تنظيم "عرض" حتى يتمكن حتى الأقل تأهيلاً من الحصول على جزء مما دفعوا مقابله.

شيربا قضمة الصقيع.

"إن الجثث على الطريق هي مثال جيد وتذكير بأن نكون أكثر حذراً على الجبل. ولكن كل عام هناك المزيد والمزيد من المتسلقين، ووفقا للإحصاءات، سيزداد عدد الجثث كل عام. "ما هو غير مقبول في الحياة الطبيعية يعتبر طبيعيا على ارتفاعات عالية." ألكسندر أبراموف، ماجستير الرياضة في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في تسلق الجبال.

"لا يمكنك الاستمرار في التسلق والمناورة بين الجثث والتظاهر بأن هذا في ترتيب الأمور". الكسندر ابراموف.

"لماذا أنت ذاهب إلى جبل إيفرست؟" سأل جورج مالوري.

"لأنه هو!"

كان مالوري أول من وصل إلى القمة ومات أثناء الهبوط. في عام 1924، بدأ فريق مالوري إيرفينغ هجوما. وشوهدت آخر مرة من خلال المنظار في استراحة بين السحب على بعد 150 مترًا فقط من القمة. ثم تحركت الغيوم واختفى المتسلقون.

سر اختفائهم، أول الأوروبيين الذين بقوا في ساجارماثا، أثار قلق الكثيرين. لكن الأمر استغرق سنوات عديدة لمعرفة ما حدث للمتسلق.

في عام 1975، ادعى أحد الغزاة أنه رأى جثة ما على جانب الطريق الرئيسي، لكنه لم يقترب حتى لا يفقد قوته. استغرق الأمر عشرين عامًا أخرى حتى عام 1999، أثناء عبور المنحدر من المعسكر المرتفع 6 (8290 م) إلى الغرب، عثرت البعثة على العديد من الجثث التي ماتت خلال السنوات الخمس إلى العشر الماضية. تم العثور على مالوري بينهم. استلقى على بطنه، منتشرًا، كما لو كان يعانق جبلًا، وتجمد رأسه وذراعاه في المنحدر.

"لقد قلبوها - كانت العيون مغلقة. وهذا يعني أنه لم يمت فجأة: فعندما تنكسر يبقى الكثير منها مفتوحا. لم يخذلوني، بل دفنوني هناك”.

لم يتم العثور على إيرفينغ أبدًا، على الرغم من أن الضمادة الموجودة على جسد مالوري تشير إلى أن الزوجين كانا مع بعضهما البعض حتى النهاية. تم قطع الحبل بسكين وربما تمكن إيرفينغ من التحرك وترك رفيقه ومات في مكان ما أسفل المنحدر.

السؤال الذي يطرح نفسه على الفور، ماذا عن هذا: ألم يذكر هذا أحداً بفاراناسي - مدينة الموتى؟

حسنًا، إذا عدت من الرعب إلى الجمال، فانظر إلى Lonely Peak of Mont Aiguille

المزيد من المقالات حول إيفرست:

• تسلق جبل إيفرست (30 صورة)
• أول متسلق يغزو جبل إيفرست بدون أرجل (5 صور + فيديوهات)
• أشباح جائعة على جبل ايفرست
• نيبال: أرواح المتسلقين الذين ماتوا على جبل إيفرست تطارد السكان
• أرواح ايفرست

جبل إيفرست، المعروف أيضًا باسم Chomolungma، والمعروف أيضًا باسم Sagarmatha، والمعروف أيضًا باسم Shenmufeng. أعلى نقطة على وجه الأرض: 8848 متراً فوق مستوى سطح البحر. إن التغلب على هذه القمة يصبح ذروة مهنة المتسلق المحترف. أو، كما يحدث في كثير من الأحيان، نهايتها.

يعود أول صعود مؤكد رسميًا إلى عام 1953، عندما صعد إدموند هيلاري وشيربا تينزينج نورجاي، اللذين رافقاه، إلى قمة إيفرست.

هناك جدل مستمر حول ما إذا كان البريطانيان جورج مالوري وأندرو إيرفين قد وصلا إلى القمة. وشوهدت آخر مرة على بعد 150 مترا من القمة في 8 يونيو 1924، وبعد ذلك اختفى كلا المتسلقين. في عام 1999، اكتشفت بعثة خاصة جثة مالوري، ولم يتم العثور على جثة إيروين مطلقًا.

مع تقدم التقدم التقني، أصبح تسلق جبل إيفرست في متناول مجموعة واسعة من المتسلقين. تم تقليل متطلبات تدريب المتسلقين وحالتهم الصحية. وأكبر شخص سنا يتسلق الجبل، هو الأمريكي بيل بيرك، الذي صعد إلى القمة في عام 2014، عن عمر يناهز 72 عاما. اليوم، يمكن لأي شخص تقريبًا أن ينفق ثلاثة أشهر وينفق عدة عشرات الآلاف من الدولارات أن يحاول تسلق جبل إيفرست.

مقبرة ايفرست

منذ عام 1953 وحتى الوقت الحاضر، مات أكثر من 260 شخصًا على جبل إيفرست، بما في ذلك المتسلقون والشيربا - وهم مساعدون محترفون للمتسلقين. وكقاعدة عامة، تبقى جثث الموتى على الجبل إلى الأبد. النقطة ليست في التكلفة العالية لعملية إنزال الجثث من الجبل. من المستحيل إخراج الجثث من هذا الارتفاع بسبب جوع الأكسجين الشديد الذي يستنزف كل قوى الإنسان.

الظروف في إيفرست هي أن المتسلقين غالبًا ما يمرون بزملائهم الذين ما زالوا على قيد الحياة ولا يحاولون إخراجهم، ناهيك عن جثثهم. وتبقى جثث من ماتوا في الطريق إلى القمة أو أثناء النزول منها محفوظة وتبقى ذكرى للمارة. ربما في يوم من الأيام سوف تصبح موضوعات للدراسة لعلماء الآثار في المستقبل.

لم يتم العثور على جثة جورج مالوري حتى عام 1999.

أصبح المتسلق الذي توفي عام 1996 يُعرف باسم "الحذاء الأخضر" بسبب لون حذائه وكان بمثابة علامة بارزة لفترة طويلة. ومن المفترض أن يكون هذا أحد أعضاء البعثة الهندية، دورجي موروب، أو تسيوانج بالجور، الذي مات معه. في عام 2014، اختفت الجثة من طريق التسلق - على الأرجح أن أحدهم دفنها بالحجارة.

توفيت الأمريكية فرانسيس أرسينتييف في عام 1998 مع زوجها سيرجي أرسينتييف وستبقى إلى الأبد على الجبل. والتقطت الصورة عام 2007، عندما وصل زملاؤها المتسلقون إلى جسدها، ولفوها بالعلم الأمريكي ودفعوها إلى الهاوية. لم يتمكنوا من فعل المزيد.

عادة، أقصى ما يمكن أن يأمله أولئك الذين ماتوا على جبل إيفرست هو أن يلتفوا بالعلم الوطني. معظم الناس لا يفهمون هذا حتى.

هناك عدة أسباب لعدم أخذ الأشخاص الذين قتلوا على جبل إيفرست دائمًا.

السبب الأول: الصعوبة التقنية

هناك عدة طرق لتسلق أي جبل. جبل إيفرست هو أعلى جبل في العالم، حيث يبلغ ارتفاعه 8848 مترًا فوق سطح البحر، ويقع على حدود البلدين: نيبال والصين. على الجانب النيبالي، يقع القسم الأكثر إزعاجًا في الأسفل - إذا كان من الممكن فقط تسمية ارتفاع البداية البالغ 5300 بـ "القاع". هذا هو منحدر خومبو الجليدي: "تدفق" عملاق يتكون من كتل ضخمة من الجليد. ويمر المسار عبر شقوق يبلغ عمقها عدة أمتار على طول السلالم المثبتة بدلا من الجسور. عرض الدرج يساوي فقط الحذاء في "القطط" - جهاز للمشي على الجليد. إذا كان المتوفى على الجانب النيبالي، فمن غير المعقول إجلاؤه عبر هذا القسم يدوياً. يمر طريق الصعود الكلاسيكي عبر نتوء جبل إيفرست - سلسلة جبال Lhotse التي يبلغ ارتفاعها ثمانية آلاف. على طول الطريق هناك 7 معسكرات على ارتفاعات عالية، الكثير منها مجرد حواف، على حافتها تتشكل الخيام. هناك الكثير من الموتى هنا...

في عام 1997، في لوتسي، بدأ فلاديمير باشكيروف، أحد أعضاء البعثة الروسية، يعاني من مشاكل في القلب بسبب الحمل الزائد. تتألف المجموعة من متسلقين محترفين، قاموا بتقييم الوضع بشكل صحيح ونزلت. لكن هذا لم يساعد: مات فلاديمير باشكيروف. وضعوه في كيس نوم وعلقوه على صخرة. تم نصب لوحة تذكارية على شرفه في أحد الممرات.

إذا رغبت في ذلك، يمكن إخلاء الجسم، ولكن هذا يتطلب الاتفاق مع الطيارين بشأن التحميل دون توقف، حيث لا يوجد مكان لهبوط المروحية. حدثت مثل هذه الحالة في ربيع عام 2014، عندما ضرب انهيار جليدي مجموعة من الشيربا الذين كانوا يمهدون الطريق. مات 16 شخصا. وتم إخراج من تم العثور عليهم بطائرة مروحية ووضعت جثثهم في أكياس النوم. كما تم إجلاء الجرحى.

السبب الثاني: وجود المتوفى في مكان لا يمكن الوصول إليه

جبال الهيمالايا عالم عمودي. هنا، إذا سقط شخص ما، فإنه يطير مئات الأمتار، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بكمية كبيرة من الثلج أو الحجارة. تتمتع الانهيارات الجليدية في جبال الهيمالايا بقوة وحجم لا يصدق. يبدأ الثلج في الذوبان بسبب الاحتكاك. يجب على الشخص الذي وقع في الانهيار الجليدي، إذا أمكن، القيام بحركات السباحة، ثم لديه فرصة للبقاء على السطح. إذا بقي فوقه ما لا يقل عن عشرة سنتيمترات من الثلج، فهو محكوم عليه بالفناء. يتوقف الانهيار الجليدي ويتجمد في ثوانٍ ويشكل قشرة جليدية كثيفة بشكل لا يصدق. وفي عام 1997 أيضًا، في أنابورنا، وقع المتسلقان المحترفان أناتولي بوكريف وسيمون مورو، مع المصور ديمتري سوبوليف، في انهيار جليدي. تم جر مورو حوالي كيلومتر واحد إلى معسكر القاعدة، وأصيب، لكنه نجا. لم يتم العثور على بوكريف وسوبوليف. توجد لوحة مخصصة لهم على ممر آخر...

السبب الثالث: منطقة الموت

وفقا لقواعد المتسلقين، كل ما يزيد عن 6000 فوق مستوى سطح البحر هو منطقة الموت. وينطبق هنا مبدأ "كل امرئ لنفسه". من هنا، حتى لو أصيب شخص ما أو مات، في أغلب الأحيان لن يقوم أحد بإخراجه. كل نفس، كل حركة صعبة للغاية. زيادة طفيفة أو خلل في التوازن على سلسلة من التلال الضيقة - وسيجد المنقذ نفسه نفسه في دور الضحية. على الرغم من أنه في أغلب الأحيان، من أجل إنقاذ شخص ما، يكفي مساعدته ببساطة على النزول إلى الارتفاع الذي يتأقلم معه بالفعل. في عام 2013، توفي سائح من إحدى أكبر شركات السفر في موسكو وأكثرها شهرة على جبل إيفرست على ارتفاع 6000 متر. كان يئن ويتألم طوال الليل، وبحلول الصباح كان قد رحل.

مثال معاكس، أو بالأحرى وضع غير مسبوق، حدث في عام 2007 في الصين. زوجان من المتسلقين: المرشد الروسي مكسيم بوجاتيريف والسائح الأمريكي المسمى أنتوني بيفا كانا في طريقهما إلى Muztag-Ata الذي يبلغ ارتفاعه سبعة آلاف. وبالقرب من القمة رأوا خيمة مغطاة بالثلج، وكان أحدهم يلوح لهم بعصا جبلية. كان الثلج يصل إلى الخصر، وكان حفر الخندق أمرًا صعبًا للغاية. كان هناك ثلاثة كوريين منهكين تمامًا في الخيمة. نفد الغاز منهم، ولم يتمكنوا من إذابة الثلج أو طهي الطعام. حتى أنهم ذهبوا إلى المرحاض بمفردهم. قام بوجاتيريف بربطهم مباشرة في كيس النوم وسحبهم واحدًا تلو الآخر إلى معسكر القاعدة. مشى أنتوني إلى الأمام وسار على الطريق في الثلج. وحتى التسلق من 4000 متر إلى 7000 مرة واحدة فقط يعد عبئًا ضخمًا، ولكن هنا استغرق الأمر ثلاثة.

السبب الرابع: التكلفة العالية

تكلفة استئجار طائرة هليكوبتر حوالي 5000 دولار. بالإضافة إلى ذلك - التعقيد: من المرجح أن يكون الهبوط مستحيلاً، لذلك يجب على شخص ما، وليس شخصًا واحدًا فقط، النهوض والعثور على الجثة وسحبها إلى المكان الذي يمكن أن تحوم فيه المروحية بأمان وتنظيم التحميل. علاوة على ذلك، لا يمكن لأحد أن يضمن نجاح المشروع: في اللحظة الأخيرة، قد يكتشف الطيار خطر اصطدام المراوح بصخرة، أو ستكون هناك مشاكل في إزالة الجسم، أو سوف يتدهور الطقس فجأة وستتوقف العملية برمتها. يجب تقليصها. حتى في ظل الظروف المواتية، ستتكلف عملية الإخلاء حوالي 15-18 ألف دولار - دون احتساب النفقات الأخرى، مثل الرحلات الجوية الدولية والنقل الجوي للجسم مع النقل. نظرًا لأن الرحلات الجوية المباشرة إلى كاتماندو تتم فقط داخل آسيا.

السبب الخامس: العبث بالشهادات

دعنا نضيف: ضجة دولية. سيعتمد الكثير على مستوى عدم أمانة شركة التأمين. ومن الضروري إثبات أن الشخص مات وبقي على الجبل. إذا اشترى جولة من شركة، خذ شهادة وفاة السائح من هذه الشركة، لكنها لن تكون مهتمة بتقديم مثل هذه الشهادة ضد نفسها. جمع الوثائق في المنزل. التنسيق مع سفارة نيبال أو الصين: اعتمادًا على الجانب الذي نتحدث عنه من جبل إيفرست. ابحث عن مترجم: اللغة الصينية جيدة، لكن اللغة النيبالية صعبة ونادر. إذا كان هناك أي عدم دقة في الترجمة، فسيتعين عليك البدء من جديد.

الحصول على موافقة شركة الطيران. يجب أن تكون الشهادات الصادرة من دولة ما صالحة في دولة أخرى. كل هذا من خلال المترجمين وكتاب العدل.

من الناحية النظرية، من الممكن حرق الجثة على الفور، ولكن في الواقع في الصين، سيتعثر كل شيء في محاولة إثبات أن هذا ليس تدميرًا للأدلة، وفي كاتماندو توجد محرقة الجثث في الهواء الطلق، ويتم إلقاء الرماد في نهر باجماتي.

السبب السادس: حالة الجسم

تتمتع جبال الهيمالايا المرتفعة بهواء جاف جدًا. يجف الجسم بسرعة ويصبح محنطا. ومن غير المرجح أن يتم تسليمها بالكامل. وربما يرغب عدد قليل من الناس في رؤية ما تحول إليه أحد أفراد أسرته. وهذا لا يتطلب عقلية أوروبية.

السبب السابع: أنه يرغب في البقاء هناك

نحن نتحدث عن أشخاص صعدوا سيرًا على الأقدام إلى ارتفاع الطيران بعيد المدى، وقابلوا شروق الشمس في الطريق إلى القمة، وفقدوا أصدقاء في هذا العالم الثلجي. من الصعب أن نتخيل أرواحهم محصورة بين القبور العديدة في مقبرة هادئة أو في زنزانة كولومباريوم.

وعلى خلفية كل ما سبق، فهذه حجة قوية جدًا.

يدرك كل متسلق جيدًا أن قمم الجبال التي يزيد ارتفاعها عن 8000 متر محفوفة بخطر مميت على الفاتحين. في ظل الظروف، يفقد جسم الإنسان قدرته على التعافي تمامًا، وهذا هو السبب غالبًا، وكانت المأساة التي وقعت على جبل إيفرست في مايو 1996 بمثابة تأكيد واضح لذلك.

ضحايا الذروة الخبيثة

وبصدفة مصيرية، أصبح عام 1996 بأكمله صفحة حزينة في تاريخ غزو جبل إيفرست. خلال الموسم، فقد خمسة عشر شخصًا حياتهم أثناء اقتحام هذه القمة الغادرة. كما تأثرت بالكارثة مجموعتان تجاريتان للتسلق هما Mountain Madness وAdventure Consultants.

كما يتضح من وقائع مأساة إيفرست عام 1996، كان من بينهم ستة مرشدين ذوي خبرة ومؤهلين تأهيلا عاليا، وثمانية شيربا - سكان محليون تم تعيينهم كمرشدين وحمالين، وستة عشر عميلا دفعوا خمسة وستين ألف دولار مقابل فرصة اللعب بالموت على الجبل. المنحدرات الجليدية. لمدة خمسة، انتهى الصعود بشكل مأساوي.

كيف بدأت مأساة إيفرست عام 1996؟

في وقت مبكر من صباح يوم 10 مايو، عندما لم تكن أشعة الشمس قد أضاءت قمم الجبال بعد، بدأ ثلاثون جريئًا الهجوم على قمة إيفرست، وهي قمة ترتفع 8848 مترًا فوق مستوى سطح البحر. قاد المجموعات محترفون جديون روب هول وسكوت فيشر. لقد عرفوا أن المنطقة بأكملها التي يزيد ارتفاعها عن 8000 متر تسمى "منطقة الموت"، وأدركوا الحاجة إلى إعداد دقيق للمتسلقين والالتزام الصارم بالقواعد المعمول بها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقمم الغادرة مثل قمة إيفرست. أصبح عام 1996، الذي صدمت مأساة عشاق الرياضة، صفحة سوداء في تاريخ تسلق الجبال في العالم.

وكما شهد أولئك الذين كانوا محظوظين بما فيه الكفاية للبقاء على قيد الحياة في وقت لاحق، فقد نشأت المشاكل منذ بداية الهجوم. تم انتهاك جدول الصعود، الذي ينظم بشكل صارم الوقت اللازم للتغلب على كل قسم من المنحدر، على الفور، حيث اتضح أن الشيربا فشلوا في تثبيت درابزين الحبال على طريق المجموعة. وعندما وصلنا أخيرًا إلى المنطقة الأكثر أهمية والتي تحمل الاسم، فقدنا أكثر من ساعة من الوقت الثمين هناك بسبب تراكم المتسلقين من المجموعات الأخرى.

لدى المتسلقين قاعدة تقول: "إذا تأخرت عن الموعد المحدد، فلا تنتظر حدوث مشكلة - عد!" أربعة من عملاء المجموعة التجارية، ستيوارت هاتشينسون، وجون توسكي، وفرانك فيشبيك، ولو كاسيشكي، أخذوا بهذه النصيحة الحكيمة ونجوا. وواصل بقية المتسلقين طريقهم. بحلول الساعة الخامسة صباحًا، وصلوا إلى المعلم المهم التالي، الواقع على ارتفاع 8350 مترًا ويسمى "الشرفة". وحدث تأخير مرة أخرى، وهذه المرة بسبب نقص التأمين. ولكن لم يتبق سوى مائة متر حتى القمة العزيزة. أومأت، وظهرت بشكل واضح على خلفية السماء الزرقاء المثالية، وكان هذا القرب من المرمى مسكرًا وخفف الإحساس بالخطر.

على القمة

هل مائة متر كثيرة أم قليلة؟ إذا قمت بالقياس من المنزل إلى أقرب مقهى، فهي قريبة جدًا، ولكن عندما نتحدث عن منحدر عمودي تقريبًا، وهواء رقيق ودرجة حرارة -40 درجة مئوية، ففي هذه الحالة يمكن أن تمتد إلى اللانهاية الجليدية. لذلك، تغلب كل متسلق على الجزء الأخير والأصعب من التسلق بشكل مستقل، واختار السرعة اعتمادًا على صحته وقوته.

في حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر، تسلق الروسي أناتولي بوكريف، وهو متسلق ذو خبرة وماجستير في الرياضة، جبل إيفرست. لقد وطأت قدمه هذه القمة لأول مرة في عام 1991 ثم غزا بعد ذلك أحد عشر جبلًا آخر يبلغ ارتفاعه ثمانية آلاف على هذا الكوكب. حصل مرتين على الشجاعة الشخصية. لقد أنقذ العديد من الأرواح، بما في ذلك أثناء صعود جبل إيفرست (مأساة 1996). توفي أناتولي بعد عام في انهيار جليدي في جبال الهيمالايا.

خلف بوكريف إلى حد ما، ظهر اثنان آخران في القمة - العميل التجاري جون براكور ودليل مستشاري المغامرة آندي هاريس. وبعد نصف ساعة انضم إليهم مرشد Mountain Madness نيل بيدلمان وعميلهم مارتن آدامز. وكان بقية المتسلقين متخلفين كثيرا.

النزول المتأخر

وفقًا للجدول الزمني، تم تحديد الموعد النهائي لبدء النزول في الساعة الثانية بعد الظهر، ولكن بحلول هذا الوقت لم يكن معظم المشاركين في الصعود قد وصلوا إلى القمة بعد، وعندما نجحوا أخيرًا، ابتهج الناس والتقطت صورًا لفترة طويلة جدًا. وهكذا ضاع الوقت بلا رجعة. وكان هذا أحد أسباب الحدث المعروف الآن باسم مأساة إيفرست عام 1996.

في حوالي الساعة السادسة عشرة فقط، تم تلقي رسالة في المعسكر الأساسي مفادها أن جميع المتسلقين كانوا في القمة. لقد كان أول من بدأ الهبوط، لأنه من بين جميع الحاضرين قضى أطول وقت على أقصى ارتفاع ولم يعد بإمكانه التأقلم بدون أكسجين إضافي. وكانت مهمته العودة إلى المعسكر الرابع، آخر مكان توقف قبل القمة، للراحة والعودة لمساعدة الآخرين، حاملاً معه أسطوانات الأكسجين وترمس الشاي الساخن.

في الأسر الجبلية

قال الناجون من مأساة إيفرست عام 1996 في وقت لاحق إنه بحلول بداية نزول الأناضول، تدهور الطقس بشكل حاد، وارتفعت الرياح، وتدهورت الرؤية. أصبح من المستحيل البقاء أكثر في القمة، وانسحب بقية الفريق أيضًا. نزل مع أحد أفراد قبيلة الشيربا يُدعى لوبسانغ.

بعد أن وصلوا إلى "الشرفة" ووجدوا أنفسهم على مستوى 8230 مترًا، اضطروا إلى التأخير بسبب الحالة الصحية السيئة للغاية لفيشر، الذي كان قد أصيب بحلول ذلك الوقت بوذمة دماغية شديدة - وهي ظاهرة شائعة على ارتفاعات شديدة. أرسل Lopsang لمواصلة النزول وتقديم المساعدة إن أمكن.

عندما وصل شيربا إلى المعسكر الرابع، لم يكن الأشخاص الموجودون فيه مستعدين لمغادرة الخيام ويجدون أنفسهم مرة أخرى على منحدر الجبل بين العاصفة الثلجية التي ارتفعت بحلول ذلك الوقت. كان الأمل الأخير يقع على بوكريف، ولكن في ذلك الوقت كان يقود ثلاثة أشخاص من الأسر الثلجية - ساندي بيتمان، شارلوت فوكس وتيم مادسن. فقط في منتصف اليوم التالي، تمكنا من الوصول إلى فيشر، لكنه كان ميتا بالفعل. لم يتمكنوا من إنزال جثته، لذلك قاموا ببساطة بدفنه بالحجارة على منحدر جبلي. أصبح جبل إيفرست، الذي غزاه (1996)، نصبًا تذكاريًا لسكوت. وواصلت المأساة حصادها المظلم.

بحلول هذا الوقت، أصبحت الرياح أقوى، وأدى تساقط الثلوج إلى الحد من الرؤية إلى مسافة ذراع. في هذا الموقف الأكثر صعوبة، ضاعت مجموعة من المتسلقين من فرقة Adventure Consultants، وفقدوا اتجاهاتهم تمامًا. حاولوا إيجاد الطريق إلى المعسكر الرابع وتحركوا بشكل أعمى حتى سقطوا منهكين على حافة الهاوية، ولحسن الحظ لم يصلوا إليها بضعة أمتار.

كان بوكريف هو نفسه الذي أنقذهم من موت محقق. وسط الفوضى الثلجية التي لا يمكن اختراقها، تمكن من العثور على المتسلقين المتجمدين وسحبهم واحدًا تلو الآخر إلى المخيم. تم وصف هذه الحلقة لاحقًا بالتفصيل بواسطة نيل بيدلمان، أحد أولئك الذين كانوا محظوظين بما يكفي لتجنب الموت أثناء غزو جبل إيفرست (1996).

مأساة

لقد فعل أناتولي كل ما في وسعه. لم يكن قادرًا على مساعدة سوى شخصين: كان الياباني ياسوكا نامبا بحلول ذلك الوقت في حالة ميؤوس منها، وفقد عضو آخر في المجموعة، ويذرز، في عاصفة ثلجية ولم يتم العثور عليه. في صباح اليوم التالي، وصل هو نفسه إلى المخيم، لكنه أصيب بقضمة صقيع لدرجة أنه لم يكن أحد يأمل في تحقيق نتيجة ناجحة. وقد نجا، ولكن عندما تم نقله بطائرة هليكوبتر إلى المستشفى، اضطر الأطباء إلى بتر يده اليمنى وجميع أصابع يده اليسرى وأنفه. هكذا كان التسلق إلى جبل إيفرست (1996) بمثابة محنة بالنسبة له.

استمرت المأساة التي اندلعت يوم 11 مايو بكامل قوتها في اليوم التالي. عندما غادر آخر المتسلقين القمة، صعد شخصان إلى الخلف: روب هول وصديقه دوج هانسن. بعد مرور بعض الوقت، تم تلقي رسالة مزعجة من روب مفادها أن دوج فقد وعيه. لقد كانوا بحاجة ماسة إلى الأكسجين، وقام مستشارو المغامرة بتوجيه آندي هاريس نحوهم بأسطوانة.

عندما نجح، كان هانسن لا يزال على قيد الحياة، ولكن في حالة حرجة. كان الوضع معقدًا بسبب حقيقة أن منظم أسطوانة الأكسجين الخاص بروب قد تجمد ولا يمكن توصيله بالقناع. بعد مرور بعض الوقت، وصل هاريس للمساعدة، اختفى فجأة في الظلام الثلجي.

خلال جلسة الاتصال اللاسلكي الأخيرة، أفاد روب هول أن كلا المتسلقين معه قد ماتا، وكان ميؤوسًا منه عمليًا بسبب قضمة الصقيع الشديدة. وطلب الرجل التحدث إلى زوجته الحامل، جان أرنولد، التي بقيت في نيوزيلندا. بعد أن قال لها بضع كلمات تعزية، قام روب بإيقاف تشغيل الراديو إلى الأبد. أنهت مأساة إيفرست عام 1996 حياة هذا الرجل. لم يكن من الممكن إنقاذه، وبعد اثني عشر يومًا فقط، عثر أعضاء بعثة أخرى على جثته المتحجرة في البرد.

كان لمأساة جبل إيفرست عام 1996 نتيجة حزينة. تكبدت مجموعة Mountain Madness خسائر أقل، لكن قائدها سكوت فيشر توفي أثناء الهبوط من القمة. الفريق الثاني - "Adventure Consultants" - خسر أربعة أشخاص دفعة واحدة. وهؤلاء هم: القائد رود هول، وعميله الدائم دوغ هانسن، ومدرب التسلق آندي هاريس، والرياضي الياباني ياسوكو نامبا، الذي لم يصل إلى المعسكر الرابع إلا قليلاً.

أسباب الكارثة

اليوم، بعد مرور سنوات عديدة على الأحداث الحزينة، وبتحليل أسباب هذه المأساة الأكبر في جبال الهيمالايا، توصل الخبراء إلى استنتاج مفاده أن هناك العديد منها. يرتبط قهر ارتفاعات الجبال التي تتجاوز ثمانية آلاف متر دائمًا بالمخاطر، لكن درجتها تعتمد إلى حد كبير على مدى دقة الالتزام بمتطلبات المشاركين في التسلق.

من بين الأسباب التي أدت إلى المأساة على إفرست (مايو 1996)، أولا وقبل كل شيء، لوحظت الانتهاكات المرتبطة بجدول الصعود. وفقًا للخطة المخطط لها مسبقًا، كان من المفترض أن تصل المجموعتان، بعد أن بدأتا الصعود في منتصف ليل 10 مايو، إلى سلسلة التلال الجبلية عند الفجر، وفي الساعة 10 صباحًا يوم 11 مايو، تصلان إلى القمة الجنوبية.

كان من المخطط الصعود إلى النقطة الأخيرة من الصعود - جبل إيفرست - عند الظهر. ظلت هذه الخطة غير محققة، واستمر الصعود لمدة تصل إلى 16 ساعة. وأثارت الانتهاكات سلسلة من الأحداث القاتلة التي أدت إلى مقتل أشخاص. القاعدة "إذا تأخرت عن الموعد المحدد، فلا تنتظر حدوث مشكلة - عد!" تم تجاهله.

يستشهد الباحثون بعدد من التأخيرات أثناء الصعود كأحد أسباب وقوع المأساة على قمة إيفرست في مايو 1996. كانت خطة التسلق هي أن يغادر لابسانغ وروب شيربا المعسكر قبل بقية الفريق ويقومان بتركيب درابزين من الحبال بالقرب من القمة الجنوبية من أجل سلامة المتسلقين. ولم يفعلوا ذلك بسبب نوبة مرض المرتفعات التي أصابت أحدهم. كان لا بد من تنفيذ هذا العمل بواسطة المرشدين بوكريف وبيدلمان، مما أدى إلى تأخير إضافي.

الانتهاكات الأمنية

بالإضافة إلى ذلك، ارتكب منظمو التسلق انتهاكًا صارخًا لقواعد السلامة في ذلك اليوم. الحقيقة هي أنه في 11 مايو، انطلقت ثلاث مجموعات لاقتحام جبل إيفرست. حدثت مأساة عام 1996 إلى حد كبير بسبب وجود عدد كبير جدًا من المتسلقين على المنحدر في ذلك اليوم، وكان هناك ازدحام مروري قبل الجزء الأخير والأصعب من التسلق.

ونتيجة لذلك، على ارتفاع 8500 متر، في الهواء الرقيق والصقيع الشديد، اضطر الأشخاص المتعبون إلى انتظار دورهم، ويقفون في مهب الريح. بعد ذلك، بتحليل الأسباب التي أدت إلى مأساة إفرست في عام 1996، برر منظمو التسلق أنفسهم على أمل أن يساعدهم عدد كبير من المشاركين في التسلق على التعامل بسهولة أكبر مع الثلوج العميقة والصعوبات الأخرى في الطريق.

تأثير العوامل الطبيعية على المتسلقين

يجب على كل من يقوم بالصعود، وخاصة أولئك الذين ينظمونه، أن يعلموا أن جسم الإنسان يتعرض لعدد من التأثيرات السلبية على ارتفاعات شديدة. ومن بينها نقص الأكسجين الناتج عن انخفاض ضغط الهواء، والصقيع الذي يصل أحيانًا إلى -75 درجة مئوية.

وتؤدي هذه العوامل، التي تتفاقم بسبب التعب الشديد نتيجة تسلق منحدر جبلي، إلى زيادة معدل ضربات القلب والتنفس، وفي بعض الأحيان انخفاض حرارة الجسم ونقص الأكسجة. وفي مثل هذه الارتفاعات يفقد الجسم قدرته على التعافي بشكل كامل، كما أن زيادة النشاط البدني تؤدي إلى إرهاقه الشديد. هذه هي المخاطر التي يخفيها جبل إيفرست. وأصبحت مأساة عام 1996 التي وقعت على منحدراتها تأكيدا واضحا ومحزنا لذلك.

كما تظهر الممارسة، من بين أسباب وفاة المتسلقين على ارتفاعات عالية، فإن الوذمة الدماغية هي الأكثر شيوعا. ويحدث نتيجة انخفاض نسبة الأكسجين في الهواء ويؤدي إلى الشلل والغيبوبة والموت. سبب آخر للوفاة في ظروف الهواء الرقيق ودرجات الحرارة المنخفضة يسمى الوذمة الرئوية. وغالبًا ما ينتهي بالالتهاب والتهاب الشعب الهوائية وكسور الأضلاع.

غالبًا ما يؤدي نقص الأكسجين، الذي يتفاقم بسبب ممارسة التمارين الرياضية العالية، إلى حدوث نوبات قلبية، والتي يمكن أن تؤدي أيضًا إلى الوفاة في غياب الرعاية الطبية الفورية. كما يشكل العمى الناجم عن لمعان الثلج في الطقس الصافي خطراً كبيراً على الشخص الذي يجد نفسه في الجبال. يؤدي إلى الحوادث التي شهدها جبل إيفرست. إن المأساة (1996)، التي توضح صور المشاركين فيها في هذا المقال، قدمت مادة غنية لفهم أسبابها وتطوير إجراءات السلامة.

وأخيرا، قضمة الصقيع. كما هو مذكور أعلاه، غالبًا ما تنخفض درجة الحرارة على ارتفاع ثمانية آلاف إلى -75 درجة مئوية. وإذا أخذنا في الاعتبار أن سرعة هبوب الرياح هنا تصل إلى 130 كيلومترًا في الساعة، يصبح من الواضح مدى خطورة مثل هذه الظروف الجوية القاسية على حياة الناس.

بالإضافة إلى التأثير السلبي للغاية على الحالة البدنية للشخص، فإن كل هذه العوامل تؤدي إلى تفاقم قدراته العقلية بشكل كبير. وهذا يؤثر على الذاكرة قصيرة المدى وطويلة المدى، ووضوح العقل، والقدرة على تقييم الموقف بشكل مناسب، ونتيجة لذلك، يجعل من المستحيل اتخاذ القرارات الصحيحة.

ومن أجل تحفيز مقاومة الجسم للعوامل السلبية التي تؤثر عليه، يتم ممارسة التأقلم. ومع ذلك، في هذه الحالة، تم تعطيل جدول أعمالها. وكان السبب في ذلك هو التأخير في تركيب المعسكرات على ارتفاعات عالية، فضلا عن سوء إعداد المشاركين في الصعود أنفسهم. كما يتبين من ذاكرتهم، لم يعرف الكثيرون كيفية توزيع قوتهم بشكل صحيح، والرغبة في إنقاذها، أظهروا بطءًا غير معقول في الارتفاع.

عامل الطقس ونقص الأكسجين

يعرف المتسلقون ذوو الخبرة أنه حتى الإعداد الأكثر دقة للرحلة الاستكشافية لا يضمن النجاح. يعتمد الكثير على ما إذا كنت محظوظًا بالطقس. إيفرست هي المنطقة التي تتغير فيها بسرعة مذهلة. في غضون فترة زمنية قصيرة، من الممكن الانتقال من يوم مشمس واضح إلى إعصار ثلجي، يغطي كل شيء حوله بظلام لا يمكن اختراقه.

وهذا هو بالضبط ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم، 11 مايو 1996. كما اندلعت مأساة إيفرست لأنه عندما بدأ المتسلقون، الذين بالكاد نجوا من فرحة التغلب على القمة، في الهبوط، ساء الطقس بشكل حاد. أدت العواصف الثلجية والعواصف الثلجية إلى الحد بشدة من الرؤية وحجبت العلامات التي تشير إلى المسار المؤدي إلى المعسكر الرابع. ونتيجة لذلك، ضاعت مجموعة من المتسلقين وفقدوا اتجاهاتهم.

رياح الإعصار التي وصلت سرعتها في ذلك اليوم إلى 130 كيلومترًا في الساعة والصقيع الشديد لم يعرضا الناس لخطر الانجراف إلى الهاوية فحسب، بل أدى أيضًا إلى انخفاض الضغط الجوي. ونتيجة لذلك، انخفض محتوى الأكسجين في الهواء. ووصلت إلى 14%، مما أدى إلى تفاقم الوضع بشكل كبير. يتطلب هذا التركيز الاستخدام الفوري لأسطوانات الأكسجين، والتي بحلول ذلك الوقت كانت قد استنفدت بالكامل. وكانت النتيجة حالة حرجة. كان هناك تهديد بفقدان الوعي والوذمة الرئوية والموت الوشيك.

عدم وجود اسطوانات هو خطأ منظمي الصعود الذي لم يغفر لهم ايفرست. حدثت مأساة عام 1996 أيضًا لأن بعض المشاركين فيها كانوا أشخاصًا غير مستعدين ولم يتمكنوا من تحمل الهواء المخلخل. وخلال رحلات التأقلم، كان عليهم النوم بأسطوانات الأكسجين، مما زاد استهلاكهم بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، طُلب منهم بأعداد كبيرة إنقاذ نغاوانغ شيربا، الذي تم إجلاؤه بشكل عاجل من أحد المرتفعات.

المخاطر الكامنة في النهج التجاري لتسلق الجبال

وهناك عامل آخر مهم تسبب في الحدث المحزن الذي وقع في 11 مايو 1996. كانت مأساة إيفرست إلى حد ما نتيجة لتسويق تسلق الجبال، والذي بدأ في التسعينيات. ثم ظهرت الهياكل وتطورت بسرعة بهدف تحقيق الربح فقط من رغبة العملاء في المشاركة في قهر القمم. بالنسبة لهم، لم يلعب مستوى تدريب هؤلاء الأشخاص ولا أعمارهم ولا حالتهم البدنية دورًا.

الشيء الرئيسي هو أن المبلغ المطلوب قد تم دفعه. وفي حالة شركة Mountain Madness and Adventure Consultants، بلغت التكلفة خمسة وستين ألف دولار. يشمل السعر خدمات المرشدين المحترفين ونفقات الطعام والمعدات والتوصيل إلى معسكر القاعدة والمرافقة إلى قمة الجبل.

بعد ذلك، اعترف أحد المرشدين بأن العملاء الذين كانوا جزءًا من "جنون الجبل" لم يكونوا مستعدين للتسلق لدرجة أنه كان متأكدًا بالفعل من الفشل، ومع ذلك، قادهم إلى ارتفاع لا يمكن الوصول إليه إلا للرياضيين ذوي الخبرة. وقد أدى ذلك إلى تعريض حياة هؤلاء السائحين للخطر، بل وحياة كل من ذهب معهم أيضًا. على ارتفاع، خطأ شخص واحد يمكن أن يؤدي إلى وفاة المجموعة بأكملها. وهذا ما حدث جزئيا. إن مأساة إيفرست (1996)، التي أصبح المشاركون فيها ضحايا للمصالح التجارية، هي تأكيد واضح على ذلك.

لم تتم كتابة هذا المقال لترهيب المبتدئين في تسلق الجبال، ولكن حتى يعرف ويتذكر المتسلقون من أي مؤهل أن أي تسلق في الجبال أمر خطير، وأن تسلق أصعب الجبال في العالم أمر مميت. لنأخذ مثالا واحدا: تسلق أعلى قمة في العالم، والأكثر تفضيلا للعديد من المتسلقين - (تشومولونغما)، 8844 م.

تشومولونغما(طيب. ايفرست، أو ساجارماثا(من النيبالية - أعلى قمة في العالم، ويبلغ ارتفاعها حسب المصادر المختلفة من 8844 إلى 8852 مترًا، وتقع في جبال الهيمالايا. وتقع على حدود نيبال والصين (منطقة التبت ذاتية الحكم)، وتقع القمة نفسها على أراضي الصين، وهو على شكل هرم؛ ويكون انحداره الجنوبي أكثر انحداراً، وتتدفق منه الأنهار الجليدية في جميع الاتجاهات، وينتهي على ارتفاع حوالي 5 آلاف م. لا يتم الاحتفاظ بالثلج والتنوب، مما يؤدي إلى تعرضهما جزئيًا.

هذا الجبل لا يغفر الكبرياء والغرور. إنها تقتل أولئك الذين قللوا من شأن قوتهم أو بالغوا في تقديرها. الجبل ليس لديه أي إحساس بالشفقة أو العدالة، فهو يقتل وفق مبدأ - الاستسلام - الموت، القتال - البقاء على قيد الحياة. ووفقا للإحصاءات، تسلق حوالي 1500 شخص جبل إيفرست. بقي هناك من 120 إلى 200 (وفقًا لمصادر مختلفة، من بين هؤلاء الـ 200 شخص، هناك من سيلتقي دائمًا بغزاة جدد). وبحسب مصادر مختلفة، فإن هناك ثماني جثث ملقاة على الطريق الشمالي. ومن بينهم اثنان من الروس. ومن الجنوب هناك حوالي عشرة.

من أول من غزا جبل إيفرست؟

الرسالة التي انتشرت حول العالم في أوائل مايو 1999 لم تترك أيًا من المتسلقين غير مبال. وبحسب وكالة إيتار تاس، فقد تم العثور على جثة مالوري، قائد البعثة الإنجليزية عام 1924، على بعد 70 مترًا من قمة إيفرست. ووفقًا لهذه المعلومات، فإن الصحافة الروسية، بناءً على تعليقات المتخصصين، بما في ذلك تعليقي، واضحة خلص إلى أن مالوري قد وصل إلى القمة. ولذلك من الضروري إعادة كتابة تاريخ غزو أعلى جبل على وجه الأرض. (حتى الآن، يعتبر النيوزيلندي إدموند هيلاري وشيربا نورجاي تينزينج، اللذين تسلقا جبل إيفرست في 29 مايو 1953، أول المتسلقين). ومع ذلك، كما اتضح لاحقا، تم العثور على الجسم أقل بكثير - على ارتفاع 8230 م؛ وليس من الواضح أين تلقت إيتار-تاس معلومات أخرى.

"نعم، في الجبال مئات الجثث المتجمدة من البرد والإرهاق، والتي سقطت في الهاوية". فاليري كوزين.
"لماذا أنت ذاهب إلى جبل إيفرست؟" سأل جورج مالوري.
"لأنه هو!"

وأنا من الذين يعتقدون أن مالوري كان أول من وصل إلى القمة ومات أثناء الهبوط. في عام 1924، بدأ فريق مالوري إيرفينغ هجوما. وشوهدت آخر مرة من خلال المنظار في استراحة بين السحب على بعد 150 مترًا فقط من القمة. ثم تحركت الغيوم واختفى المتسلقون.
سر اختفائهم، أول الأوروبيين الذين بقوا في ساجارماثا، أثار قلق الكثيرين. لكن الأمر استغرق سنوات عديدة لمعرفة ما حدث للمتسلق.
في عام 1975، ادعى أحد الغزاة أنه رأى جثة ما على جانب الطريق الرئيسي، لكنه لم يقترب حتى لا يفقد قوته. استغرق الأمر عشرين عامًا أخرى حتى عام 1999، أثناء عبور المنحدر من المعسكر المرتفع 6 (8290 م) إلى الغرب، عثرت البعثة على العديد من الجثث التي ماتت خلال السنوات الخمس إلى العشر الماضية. وجدت بينهم. استلقى على وجهه، منتشرًا، كما لو كان يعانق جبلًا، وتجمد رأسه وذراعاه في المنحدر.
تم كسر عظمة الساق والشظية لدى المتسلق. ومع هذه الإصابة، لم يعد قادرا على مواصلة رحلته.
"لقد قلبوها - كانت العيون مغلقة. وهذا يعني أنه لم يمت فجأة: فعندما تنكسر يبقى الكثير منها مفتوحا. لم يخذلوني، بل دفنوني هناك”.
لم يتم العثور على إيرفينغ أبدًا، على الرغم من أن الضمادة الموجودة على جسد مالوري تشير إلى أن الزوجين كانا مع بعضهما البعض حتى النهاية. تم قطع الحبل بسكين وربما تمكن إيرفينغ من التحرك وترك رفيقه ومات في مكان ما أسفل المنحدر.

في عام 1934، شق الرجل الإنجليزي ويلسون طريقه إلى جبل إيفرست، متنكرا في زي راهب تبتي، وقرر استخدام صلواته لتنمية قوة الإرادة الكافية للصعود إلى القمة. بعد محاولات فاشلة للوصول إلى العقيد الشمالي، الذي هجره الشيربا المرافقون له، توفي ويلسون من البرد والإرهاق. تم العثور على جثته وكذلك المذكرات التي كتبها في رحلة استكشافية في عام 1935.

حدثت مأساة معروفة صدمت الكثيرين في مايو 1998. ثم توفي الزوجان سيرجي أرسينتييف وفرانسيس ديستيفانو.

بعد أن أمضيا ثلاث ليالٍ على ارتفاع 8200 متر (!)، انطلق سيرجي أرسينتييف وفرانسيس ديستيفانو-أرسينتييف للتسلق ووصلا إلى القمة في 22/05/2008 الساعة 18:15. تم الصعود دون استخدام الأكسجين. وهكذا أصبحت فرانسيس أول امرأة أمريكية وثاني امرأة في التاريخ تتسلق بدون أكسجين.

أثناء النزول، فقد الزوجان بعضهما البعض. نزل إلى المخيم. هي لا تفعل ذلك.
في اليوم التالي، سار خمسة متسلقين أوزبكيين إلى القمة متجاوزين فرانسيس - وكانت لا تزال على قيد الحياة. يمكن للأوزبك أن يساعدوا، ولكن للقيام بذلك، سيتعين عليهم التوقف عن التسلق. على الرغم من أن أحد رفاقهم قد صعد بالفعل، وفي هذه الحالة تعتبر الرحلة الاستكشافية ناجحة بالفعل.
عند الهبوط التقينا بسيرجي. قالوا أنهم رأوا فرانسيس. أخذ أسطوانات الأكسجين وغادر. لكنه اختفى. ربما دفعتها رياح قوية إلى هاوية طولها كيلومترين.
في اليوم التالي كان هناك ثلاثة أوزبكيين آخرين، وثلاثة شيربا واثنان من جنوب أفريقيا - 8 أشخاص! إنهم يقتربون منها - لقد أمضت بالفعل الليلة الباردة الثانية، لكنها لا تزال على قيد الحياة! مرة أخرى يمر الجميع - إلى الأعلى.

يتذكر المتسلق البريطاني: "لقد غرق قلبي عندما أدركت أن هذا الرجل الذي يرتدي البدلة الحمراء والسوداء كان على قيد الحياة، ولكنه وحيد تمامًا على ارتفاع 8.5 كيلومتر، على بعد 350 مترًا فقط من القمة". "أنا وكاتي، دون تفكير، أغلقنا الطريق وحاولنا بذل كل ما في وسعنا لإنقاذ المرأة المحتضرة. وهكذا انتهت رحلتنا التي كنا نستعد لها منذ سنوات، مستجدين الأموال من الرعاة... ولم نتمكن من الوصول إليها على الفور، رغم أنها كانت قريبة. التحرك على هذا الارتفاع يشبه الركض تحت الماء.
وبعد أن اكتشفناها، حاولنا أن نلبس المرأة ملابسها، لكن عضلاتها ضاقت، وبدت مثل دمية خرقة وظلت تتمتم: «أنا أميركية. من فضلك لا تتركني..."
لقد ألبسناها لمدة ساعتين. "لقد فقدت تركيزي بسبب صوت الخشخشة الخارق للعظام الذي كسر الصمت المشؤوم" ، يواصل وودهول قصته. "أدركت: كاتي على وشك أن تتجمد حتى الموت". كان علينا الخروج من هناك في أسرع وقت ممكن. حاولت أن أحمل فرانسيس وأحملها، لكن بلا فائدة. محاولاتي الفاشلة لإنقاذها تعرض كاتي للخطر. لم يكن هناك شيء يمكننا القيام به".

لم يمر يوم دون أن أفكر في فرانسيس. وبعد مرور عام، في عام 1999، قررت أنا وكاتي أن نحاول مرة أخرى الوصول إلى القمة. لقد نجحنا، ولكن في طريق العودة شعرنا بالرعب عندما لاحظنا جثة فرانسيس، كانت ترقد تمامًا كما تركناها، محفوظة تمامًا تحت تأثير درجات الحرارة المنخفضة. لا أحد يستحق مثل هذه النهاية. لقد وعدت أنا وكاتي بعضنا البعض بأننا سنعود إلى جبل إيفرست مرة أخرى لدفن فرانسيس. استغرق التحضير للرحلة الجديدة 8 سنوات. لقد لففت فرانسيس بالعلم الأمريكي وأرفقت رسالة من ابني. لقد دفعنا جسدها إلى الهاوية، بعيدًا عن أعين المتسلقين الآخرين. وهي الآن ترقد بسلام. وأخيراً، تمكنت من فعل شيء لها". إيان وودهول.

وبعد مرور عام، تم العثور على جثة سيرجي أرسينييف: "أعتذر عن التأخير بصور سيرجي. لقد رأينا ذلك بالتأكيد - أتذكر البدلة المنتفخة الأرجوانية. كان في وضع الركوع، مستلقيًا خلف "الضلع الرقيق" ليوخن في منطقة مالوري على ارتفاع 27150 قدمًا تقريبًا. أعتقد أنه هو." جيك نورتون، عضو بعثة 1999.

ولكن في نفس العام كانت هناك حالة بقي فيها الناس بشرًا. في البعثة الأوكرانية، قضى الرجل ليلة باردة تقريبا في نفس المكان الذي كانت فيه المرأة الأمريكية. أحضره فريقه إلى معسكر القاعدة، ثم ساعده أكثر من 40 شخصًا من البعثات الأخرى. لقد خرجنا بسهولة - تمت إزالة أربعة أصابع.

"في مثل هذه المواقف القصوى، يحق لكل شخص أن يقرر: إنقاذ شريكه أو عدم إنقاذه... فوق 8000 متر، تكون منشغلًا تمامًا بنفسك ومن الطبيعي ألا تساعد شخصًا آخر، لأنه ليس لديك أي شيء إضافي". قوة" . ميكو إيماي.
"من المستحيل تحمل الرفاهية الأخلاقية على ارتفاع يزيد عن 8000 متر"
في عام 1996، قامت مجموعة من المتسلقين من جامعة فوكوكا اليابانية بتسلق جبل إيفرست. كان على مقربة شديدة من طريقهم ثلاثة متسلقين من الهند في محنة، وهم أشخاص منهكون ومرضى عالقون في عاصفة على ارتفاعات عالية. مر اليابانيون. وبعد ساعات قليلة مات الثلاثة.

"إن الجثث على الطريق هي مثال جيد وتذكير بأن نكون أكثر حذراً على الجبل. ولكن كل عام هناك المزيد والمزيد من المتسلقين، ووفقا للإحصاءات، سيزداد عدد الجثث كل عام. "ما هو غير مقبول في الحياة الطبيعية يعتبر طبيعيا على ارتفاعات عالية." الكسندر ابراموف.

“لا يمكنك الاستمرار في التسلق والمناورة بين الجثث والتظاهر بأن هذا في ترتيب الأمور”. . الكسندر ابراموف.

يقتل الجبل بطرق مختلفة، وأحياناً متطورة، لكن في كل عام يسافر عدد متزايد من المتسلقين إلى سفحه لاختبار مصيرهم وقوتهم.

الأسباب الشائعة للوفاة على هذه الارتفاعات:

- وذمة دماغية (شلل، غيبوبة، وفاة) بسبب نقص الأكسجين،
– الوذمة الرئوية (التهاب، التهاب الشعب الهوائية، كسور الأضلاع) بسبب نقص الأكسجين وانخفاض درجات الحرارة،
- النوبات القلبية بسبب نقص الأكسجين وارتفاع الضغط،
- العمى الثلجي،
- قضمة الصقيع، تنخفض درجة الحرارة على هذه الارتفاعات إلى -75،
- ولكن الشيء الأكثر شيوعاً هو الإرهاق من المجهود، لأن... في مثل هذا الارتفاع، يكاد الجهاز الهضمي البشري لا يعمل؛ ويأكل الجسم نفسه، وأنسجته العضلية.

قضمة الصقيع:

تينا سجوجرن

تم التخلي عن المتسلق بيك ويذرز مرتين على سفح الجبل، معتقدًا أنه قد تجمد حتى الموت، لكنه نجا وظل معاقًا وكتب كتاب Left for Dead (2000).

في وقت مبكر من عام 1924، لاحظ متسلقو إيفرست أنه بعد قضاء تسعة أسابيع على ارتفاعات متوسطة، يمكن للشخص أن يرتفع إلى 8530 مترًا وينام ليلتين أو ثلاث ليالٍ على ارتفاع يصل إلى 8230 مترًا، وقد تم عرض الصعود في البالونات المجانية لأول مرة في السبعينيات القرن الماضي، سرعان ما فقد طيار غير متأقلم وعيه ومات بعد أن صعد إلى هذه المرتفعات. إذا تعرض الأشخاص لضغط منخفض في غرفة ضغط عند مستوى سطح البحر، فعند ضغط يتوافق مع ارتفاع 7620 مترًا، يفقدون وعيهم بعد 10 دقائق، وعند ضغط يتوافق مع ارتفاع 8230 مترًا، بعد 3 دقائق.

أعلى ارتفاع معروف يوجد به سكان دائمون هو 5335 مترًا، وفي جبال الأنديز على هذا الارتفاع توجد قرية منجم تسمى أكونكويلشا. ويقال إن عمال المناجم يفضلون الارتفاع يوميا من هذا الارتفاع إلى 455 م وعدم العيش في معسكر خاص أقامته لهم إدارة المنجم على ارتفاع 5790 م.

لاحظ متسلقو إيفرست أيضًا أنه خلال عملية التأقلم تحسنت حالتهم البدنية حتى ارتفاع 7000 متر، وفوق ذلك حدث إرهاق سريع وخطير للجسم، والذي تجلى في الضعف التدريجي والنعاس وعدم القدرة على استعادة القوة المفقودة والتدريج. ضمور العضلات.

على ارتفاعات 6500-7000 متر، هناك استنزاف بطيء للجسم، ولكن يتم تخفيفه من خلال عملية التأقلم، بحيث يختفي الصداع والأعراض الأخرى لمرض الجبال، وتتحسن صحة المتسلق لبعض الوقت. ولكن مع مرور الوقت، تختفي الشهية، وتبدأ الأنسجة في النضوب، وتنخفض الطاقة والأداء. يوضح الجدول أدناه أطول مدة إقامة المتسلقين في جبل إيفرست على ارتفاعات مختلفة:

يتطلب التسلق إلى ارتفاع أكثر من 8000 متر ضغطًا هائلاً بحيث أنه من غير المرجح أن يتمكن أي شخص من تكراره خلال نفس الرحلة الاستكشافية. يستغرق التعافي الكامل بعد هذه المحنة عدة أسابيع.

كثير من الناس العاديين يطرحون السؤال برعب: "لماذا لا يتم رفع الجثث من الجبل ودفنها؟" ولكن كيف يمكنك أن تشرح لشخص لم يزره ما هو نوع الجبل؟ أنه من ارتفاع أكثر من 8000 ألف ليس هناك الكثير من الفرص للنزول بمفردك، ولإزالة الجثة تحتاج إلى تنظيم رحلة استكشافية كاملة، الأمر الذي سيكلف الكثير من المال. لكن المشكلة الأساسية هي أن مكان معظم هذه الجثث غير معروف.

أعمال الإنقاذ في جبل إيفرست

المخيم بعد العاصفة:

تمت كتابة العديد من الكتب حول موضوع إيفرست، وتم عرض العديد من الأفلام. ومع ذلك، فإن إحصائيات NS لا تنخفض كل عام.

في عام 2006، وقع 11 حادثًا مميتًا من أصل 450 صعودًا ناجحًا (2.4% معدل وفيات)، وبلغ معدل الوفيات الإجمالي (1922-2006) 6.74%.

التقسيم حسب السنة:

1922-1989; 285/106 (37.19%)
1990-1999; 882/59 (6.69%)
2000-2005; 1393/27 (1.94%)
1922-2006; 3010/203 (6.74%)

على الرغم من هذه البيانات الزمنية، كان هناك الكثير من الرحلات الاستكشافية الناجحة إلى إيفرست. وهكذا، تم أول صعود ناجح لمجموعة من شخصين في 5 مايو 1982. حدد قائد البعثة، إيفجيني تام، المجموعة الهجومية الأولى المكونة من ف. باليبردين وإي. ميسلوفسكي. كان باليبيردين مرنًا للغاية ومقاومًا لتجويع الأكسجين، وقاد مشاركًا ضعيفًا نسبيًا. كان صعود ميسلوفسكي صعبا: إلى حد ما، كانت استنتاجات الأطباء مبررة. لقد أوقع جهاز الأكسجين الخاص به، وعانى بشدة من البرد، وكان يختنق. أعطاه شريكه قناع الأكسجين الخاص به ودعمه نفسيًا في لحظة دراماتيكية. كان الهجوم على قمة العالم من قبل هذه المجموعة الأولى ناجحًا.

في وقت لاحق إلى حد ما، تسلق تسعة أعضاء من البعثة جبل إيفرست. وكان صعودهم دراماتيكيا. كان لا بد من تقديم مساعدة جدية للغاية للمتسلق V. Onishchenko: على ارتفاع 7500 متر، تعرض لنوبة من مرض الجبال الحاد مع انخفاض حاد في ضغط الدم. كان بحاجة إلى الإنعاش. Myslovsky مع قضمة صقيع على أصابع اليدين والقدمين، و V. Khreshchaty، الذي تسلق ليلاً إلى القمة بأقدام قضمة الصقيع، كان لا بد من إخراجه على وجه السرعة من المعسكر الأساسي بطائرة هليكوبتر. سقط متسلق موسكالتسيف في صدع وأصيب بإصابة في الدماغ. تم غزو جبل إيفرست على مضض من قبل الرياضيين. ومع ذلك، حدث هذا الصعود الهائل.

كانت رحلة عام 1982 بمثابة إنجاز بارز في تسلق الجبال في العالم. وحصل المشاركون على جوائز حكومية. حصل بالبردين وميسلوفسكي على وسام لينين. ولكن لسوء الحظ، في وقت لاحق، تم نسيان الغزو القياسي لإيفرست تمامًا.

القمة 8844 م

وعلى الرغم من كل شيء، يظل جبل إيفرست واحدًا من أجمل جبال الثمانية آلاف في العالم. لكن يجب علينا أن نتذكر دائمًا أننا لا نستطيع التغلب على الجبل، فهو إما أن يسمح لنا بالدخول أو لا. ويمكننا أن نتغلب على ضعفنا وجبننا. وتذكرت على الفور كلمات أغنية V. Vysotsky ...

إذا أصبح الصديق فجأة
وليس صديقاً ولا عدواً، ولكن هكذا...
إذا كنت لا تفهم على الفور،
سواء كان جيدًا أم سيئًا،
اسحب الرجل إلى الجبال - خاطر،
لا تتركه وحده
دعه يكون بالاشتراك معك -
هناك سوف تفهم من هو.

إذا كان الرجل في الجبال - لا،
إذا أصبحت على الفور يعرج - وتهبط،
صعدت الخطوة على النهر الجليدي - وذبلت،
تعثرت وصرخت
وهذا يعني أن هناك شخص غريب بجانبك،
لا توبخه، اطرده:
إنهم لا يأخذون أشخاصًا مثل هذا هنا أيضًا
إنهم لا يغنون عن أشخاص مثل هذا.

إذا لم يئن، لم يئن،
ورغم أنه كان كئيبًا وغاضبًا، إلا أنه كان يمشي
وعندما سقطت من المنحدرات،
كان يئن، لكنه استمر
إذا تبعتك كما لو كنت في المعركة،
واقفاً في الأعلى، في حالة سكر،
لذا، أما بالنسبة لنفسك،
اعتمد عليه.

من الواضح أن محرري "ALP" يعتذرون إذا استخدموا مواد صور لأشخاص آخرين. نظرًا لأن 50% من الصور مأخوذة من Google Image، فإن المؤلفين غير معروفين. لذلك، من فضلك، إذا تعرف المؤلف الفعلي على أعماله المصورة في هذه المادة، فيرجى الاتصال بنا، وسنشير بالتأكيد إلى حقوق الطبع والنشر أو إزالتها بناءً على طلب المالك.